الأربعاء، مايو ٢٣، ٢٠٠٧

يوتوبيا الموسيقى

لن يتخيل احد ولن استطيع انا مهما حاولت وصف ما تفعل بي هذه النغمات الهادئة الجميلة المنسابة كالجدول الصغير في سلام . فهي تأخذني معها الى عالم خيالي ... عالم من صنعي انا ... من صنعي انا فقط ... عالم ليس به إلا الأحلام والسعادة ... عالم تتحقق به كل امنياتي بمجرد ان افكر بها ... عالم سماؤه صافية وجوه معتدل وشمسه ساطعة مشرقة دون ان تسبب لي الحر او الاذى ... عالم زهوره متفتحة يانعة الوانها بديعة متنوعة ... عالم اكثر الوانه انتشارا الاخضر الناصع اينما نظرت وجدت الاشجار اليافعة تحيط بك ... عالم كل ما به يدعو الى التفاؤل والسعادة ... عالم لم تعد الحرية به مطلبا عسير المنال بل باتت واقع ملموس ... عالم يحيا الناس فيه في تجانس وسلام لا يوجدان ولن يوجدا على سطح هذه الارض الحزينة ... عالم بات فيه العدل والمساواة نظاما طبيعيا وسلوكا تلقائيا لدى الناس ... عالم لا يوجد به فقراء وأغنياء بل يقدًر الإنسان فيه بقدر حبه وعطاؤه للآخرين ... عالم لا يوجد به امراض ولا مرضى يتألمون وأقصى ما يصاب به المرء هو نسمة باردة تصيبه ببعض الزكام ... عالم ليس للسرطان ولا الإلتهاب الكبدي ولا ارتفاع ضغط الدم ولا للبلهارسيا به أي مكان أو حتى منفذ ... عالم تختار فيه الشعوب من يقودها ولا يسمونه حاكما بل خادما ... عالم لا يعاني المرء فيه للحصول على الخبز المسمم بل يأتيه الخبز اينما كان صحيا صالحا دائما للإ ستخدام الآدمي ... عالم يحاسب فيه كل من يخطئ وتغلظ العقوبة كلما كان المخطئ عظيما او ذا شأن ومسئولية في القيادة ... وفي ظل هذا العالم وبين جنباته انسى انا واتناسى كل همومي الأرضية الإسلامية العربية المصرية ، فأصبح كالبحر الهائج الذي جاء ليحتمي ويسكن على جانبي شاطئه المفضل ؛ فتهدأ امواج نفسي وتتبعثر آهاتي وتتلاشى اناتي وتنتابني السعادة والنشوة الهادئة اللذيذة .. تأخذني معها لأصبح كالفراشة الرقيقة في فصل الربيع انتقل من زهرة لزهرة واتمتع بألوانها الخلابة ثم اتحول فجأة وفي بساطة شديدة الى سحابة صغيرة اسبح في السماء الزرقاء النقية لألقى الشمس باسمة وأحييها تحية سريعة قبل ان اتحول الى قطرات من المطر الهادئ الرائع لأتساقط تاركة خلفي قوس قزح بألوانه البديعة وأهبط لألامس الارض الطيبة الخصبة فتهتز وتنمو عليها نبته خضراء تنمو وتترعرع لأجدني في نهاية الأمر شجرة راسخة تتحدى بجمالها وأصالتها كل ماحولها ثم تهدأ وتلين عندما تأتي الرياح الطيبة وتدندن لها الطيور أعذب الألحان ليستظل بظلها انسان عجبا كيف تأتى لهؤلاء الذين يطلقون على انفسهم مطربين وملحنين الأغاني الشبابية أن يهينوا الموسيقى الى هذا الحد ؟ !!! أنى لهم ان ينزعوا عنها يوتوبيا الخيال الجميلة ليلبسوها كلمات لا معنى لها وأقل ما يقال عنها أنها سوقية ومنحطة ؟؟؟ وكيف هانت عليهم الموسيقى حتى يجعلوها عنوانا للإثارة الجنسية والشهوات ؟؟؟؟ كيف فعلوا هذا وهم من يطلقون على أنفسهم فنانين ؟؟؟ أنى للفنان ان يحول ارقى المعاني إلى شيء رخيص ؟؟؟ كيف حولوا الموسيقى إلى هذا الشيء الدنيء ؟؟؟؟ لا ادري ... سحقا لهم جميعا ولأبق أنا بين هذه المقطوعات الموسيقية الرائعة لأحيا قليلا في اليوتوبيا الموسيقية .

ليست هناك تعليقات: