الأحد، فبراير ١١، ٢٠٠٧

نجمة وقمر

هذه حقيقة ليست هراء أو مجرد خيالات و أوهام فانا اعشق القمر وخاصة حين يكون بدرا ....... اعشقه بكل معنى الكلمة. واراه شخصا أو وجها جميلا يتحدث إلي وينبهني إلى عظمة الخالق الجبار من خلقني وخلقه وخلق الكون كله ، الله سبحانه وتعالى جل شأنه . لن يصدقني احد حينما أقول إنني اسهر الليالي لكي انظر إلى هذا المخلوق الجميل و أتأمله ويتواصل حديثي معه. افرح فرحا هائلا حينما يولد هلالا وأراه يكبر أمام عيني كل يوم حتى يصبح بدرا فتكتمل سعادتي وكأني أم ترى وليدها وقد كبر وأصبح رجلا عظيما بارا بها ويتحمل المسئولية . لا أجد تفسيرا لهذا الإحساس و هذه المشاعر و الخيالات والتي وصلت أنني أتمنى أحيانا أن أكون نجمة في السماء لأمكث بالقرب من القمر أطول فترة ممكنة . وفي المقابل تكون أكثر أيامي إكتئابا هي تلك التي يختفي فيها القمر من السماء شيء غريب لكنه حقيقة لا أجد لها تفسيرا.

انا و المطر

قد إيه بكون سعيدة ونفسيتي مرتاحة وقت المطر بدعي ربنا و أنا حاسة إن ده وقت إجابة و أفضل ادعي وادعي و يبقى نفسي اجري تحت المطر واضحك من قلبي زي الأطفال . فعلا كل ما الدنيا تمطر بتخيل نفسي بجري وسط الجناين وانطلق زي العصافير و أنا فاردة أيدي زي أجنحة و أحس إني طايرة زي فراشة خفيفة و خصل من شعري المبتل نازلة على وشي وبقية شعري يتحرك بخفة خلف ظهري وقد إيه بكون سعيدة ومنطلقة و أفضل أتخيل كده لحد ما افتكر إننا في مصر!!!!!!!!!!!! و لأننا في مصر تعرف على طول إن المطر معناه طين وعكة وشوارع غرقانة وناس مستخبية في بيوتها تحت البطاطين لحد ما البطاطين زهقت منهم. للأسف الشديد مفيش يوم اخرج فيه ويكون في مطر إلا وارجع مصابة بقدر من الاكتئاب والحزن و الارف ؟ الارف مما وصل إليه حالنا في مصر . الحزن علينا وعلي مصر الحبيبة العظيمة رغم كل ما تمر به من أزمات. بلدنا الحبيب ليس فيه بالوعات لسحب مياه الأمطار !!!!! نحتاج إلى استيراد بالوعات من الخارج!!!!! بقالهم 25 سنة بيقولوا لنا إنهم بيبنوا بنية تحتية وفي الآخر مصر تغرق في شبر مية!!!!! تخيلوا في الأيام الممطرة مفيش مخلوق اعرفه بيوصل في ميعاده ويا سلام بقى لو كانت مقابلة مهمة والواحد لابس الحته اللي على الحبل ونازل من بيتهم زي الفل يجي واحد ابن حلال بالعربية التمام و يعدي من قدامه فيتحول إلى كومة من الطين والماء ذي الرائحة المنعشة!!!!!!! وضاعت المقابلة هو أكيد في حل للمشكلة ولحد ما يتوصلوله في مصر انصح كل من يخرج في الأيام المطيرة بتجنب السير في الشارع وارتداء معطف طويل من الجلد فوق ملابسه و الأحسن انه يا خدها من قصيرها ويقعد في البيت تحت البطانية ويشرب كوباية الكاكاو الساخنة ويتفرج على الشتا من الشباك؟

قد أكون أخطأت

قد أكون أخطأت حينما سمحت لنفسي أن تتمادى في أوهامها و خيالها إلى هذا الحد ....إلى حد أن أصبحت هذه الأوهام حقيقة!!!! لكن ألم يخطئ هو أيضا أم أني وحدي المذنبة؟؟؟ كلانا يعلم جيدا أن حب مثل حبنا هذا لا يمكن له الاستمرار وليس من حقه أن يولد أصلا...... حقا كيف لي أن أحب رجل متزوج ؟! كيف سمحت لنفسي بهذا؟؟ وبفرض أني أحببته ، ماذا فعلت لكي يبادلني هذا الحب؟؟ في البداية أنا لم اقل قط أني أحبه حتى لنفسي ولم أحاول أن اختلق الظروف التي تجمعني به.... فقط تركت الأمر للصدفة تلعب دورها دون أي تدخل من جانبي.... لكنه أحبني..... أقسم على هذا فقد بدا عليه من أسلوب معاملته لي ونظرات الوله التي تكاد تفضح أمره أمام كل الناس من حولنا .. حقا هو لم يجرؤ على الإفصاح عن حبه لكنه بدا عليه واضحا جليا بشهادة من يعرفوننا. ولا أنكر أنني سمحت لنفسي فيما بعد أن اهتم بأخباره وحركاته و بدأت فعلا أختلق الأسباب لوجودنا معا فيما يبدو صدفة وكنت اشعر بالسعادة والانطلاق بالحب لذى غمرني به دون أن ينطق بكلمة تدل على حبه فعلا . لكنني بعد فترة بدأت اشعر أن هذا غير كاف وانه لابد لنا من الاعتراف بحبنا .... لابد لنا من مواجهة أنفسنا بالحقيقة. لكن مهلا............... هل ستسمحين لنفسك بإقامة علاقة مع رجل في إطار غير شرعي ؟؟؟؟؟ هل تسمحين لنفسك بما لا ترضينه لزميلاتك وصديقاتك ممن بح صوتك في الحديث إليهم وتنبيههم إلى مدى حرمة هذه العلاقات؟؟؟؟؟؟ لا .... لا وألف لا...........لن أفعل فلا ديني ولا خلقي يرضون هذا........ مستحيل........ ومن هنا بدأت مرحلة جديد وهي الحزن المختلط بالحب والشوق أيضا. فانا اعلم استحالة موافقة أهلي على زواجي برجل متزوج بأخرى وبالتالي لا أستطيع أن اشعر معه – مع من أحب –بما حلمت به من الحب السوي الواضح الذي لا أخشى من إظهاره أمام الناس ، فلا يمكن لي أن اهدم أسرة تبدو سعيدة كي أقيم مملكتي على أطلالها . هذا لن يحدث ولن اسمح لنفسي به مطلقا. ولكن ماذا افعل؟؟؟؟ فانا أحبه وأصبحت لا أطيق أن يمر يوما دون أن أراه....... لابد لي من مجاهدة نفسي وعلى قدر الجهاد يكون الثواب. لن اختلق المواقف التي تجمعنا بعد الآن . وسأتحاشى رؤيته على الإطلاق ، وان رأيته فلن انظر إلى عينيه مطلقا. ************************* وظل الحزن و الاكتئاب يطارداني وقاومت ..... قاومت ........ حتى انهارت عزيمتي بعد فترة بدت لي طويلة جدا على الرغم من قصرها.فذهبت إلى مكانه المعهود وقصدت رؤيته ورأيته و رآني لكني لم أرهذا الوجه الملهوف لرؤيتي ولا هاتين العينين اللتان تشعان شوقا وحبا وحنان. لقد تغيرت ملامحه وأدار ظهره لي بعد كل هذه الأسابيع التي مرت يراني ليدير ظهره ويتجنبني!!!!!!!!!!!!!! انه لم يرد رؤيتي كما توقعت لم يكن ملهوفا علي . ترى ماذا حدث ؟؟ هل استطاع أن ينساني بهذه السهولة والسرعة؟؟؟؟؟؟؟؟ أم انه لم يكن يحبني منذ البداية وكلها أوهام أوقعت نفسي بها؟؟ لكن مهلا................ ماذا عن الناس؟ ماذا عمن أكدوا لي انه يحبني؟ هل كانوا موهومين مثلي أم أنهم خدعوني؟؟؟؟؟؟ ************************ آه و آه من الإحساس بان شخص ما يرفضك ......... ماذا عساي أن افعل ؟؟ كرامتي دمرت وكأنه صفعني على وجهي أمام كل الناس... بات الاكتئاب يحاصرني لم أعد أستطيع الذهاب إلى العمل بعد الآن وحتى إن ذهبت كيف أواجهه بعد ذلك؟؟ وكيف أواجه زملائي؟؟؟ لن استطع أن أواجه أي منهم بعد الآن حتى نفسي لم يعد في استطاعتي مواجهتها.

الجمعة، فبراير ٠٢، ٢٠٠٧

دموع الندى

قالت ودموعها تكاد تغرق وجهها الصافي الجميل: أنت عارف أنا استنيتك قد إيه ؟ عارف قد إيه حلمت بيك؟ حلمت بكل حاجة فيك، حلمت بشكلك.. بطولك..بلون عينيك.. بطريقة كلامك.. بشخصيتك القوية.. بكل حاجة عنك حلمت بيها قبل ما أشوفك أو حتى أعرفك. حلمت حتى باللحظة اللي هقولك فيها إني حلمت بيك... باللحظة اللي هقولك فيها إني دايما كنت عارفة انك موجود واني هقابلك و هتحبني واحبك ، كنت متأكدة من كده ثم أطرقت قليلا وأخذت تجفف دموعها وقالت: ليه دلوقتي عايز تهد الحلم اللي حلمت بيه طول عمري ؟ ليه عايز تسبني وإحنا ... وإحنا اللي كل الناس مبتعرفش توصف حبنا لبعض ولا قد إيه فاهمين بعض ولايقيين على بعض . حاولت حينها أن أقول شيئا ما ففتحت فمي لكني لم استطع أن انطق ولم أجد كلاما أقوله. بماذا اخبرها؟ أأخبرها بأني رجل عقيم وأنها إذا أكملت حياتها معي لن ترزق بالأطفال التي طالما حلمنا بهم معا وأخذنا نرسم مستقبلنا ومستقبلهم معنا؟ أأخبرها بأنها أفضل مني وأنها إن أكملت معي الطريق ستضحي بأمومتها ؟ أم أخبرها بأني لازلت أحبها ولن أستطيع أبدا فراقها وأن حياتي دونها ليس لها معنى ؟ وأخيرا استجمعت شجاعتي وحسمت أمري وبدأت هممت بتنفيذ قراري المسبق بأن اخبرها أني كنت أخدعها طوال هذه الفترة وأني أقنعتها بحبي لها وذهبت لخطبتها فقط لأستطع التقرب منها وأني لم أكن جادا في هذه العلاقة على الإطلاق . لكنها استوقفتني ولم تسمح لي بالحديث ، وقالت بصوتها الرقيق المختنق من البكاء : من فضلك يا أحمد وصلني البيت دلوقتي و متنطقش بكلمة واحدة أنا خلاص مش قادرة أسمع صوتك. ************************* خرجنا سويا من الكافيتريا التي كنا بها والتي كنا قد تعودنا ان نلتقي فيها منذ ان تعرفنا وكان المساء قد حل وكأن السواد القاتم بداخلنا قد تسرب منا ليحتل السماء بالكامل كانت الساعة قد بلغت التاسعة مساءا . سرنا بجوار بعضنا البعض وهي تكتم دموعها وأنا أكاد أنفطر من البكاء وأركع أمامها قائلا: سامحيني أرجوكي ... أرجوكي اقلعي عن البكاء فدموعك تمزق قلبي ... ارحميني لكنني تماسكت بأعجوبة ولم تطل هذه الأحاسيس من عيني حتى فظل وجهي بارد الملامح كالثلج حتى وصلنا إلى مكان السيارة ، وركبنا سويا أنا أقود وهي في الكرسي المجاور لي. ظلت صامتة وقد أسبلت جفونها كي لا تراني لكن دموعها كانت تفر من عينيها بين الحين و الآخر،وأنا أنظر إليها بين الحين و الآخر متوسلا فقد صرت لا أتحمل أن تفكر بأني خدعتها طوال هذه المدة وكدت أضعف واخبرها الحقيقة لكني بذلت مجهودا أكبر كي أتماسك حتى لا تدرك ندى ما يدور بداخلي. وفجأة فتحت عينيها وأنا أنظر إليها وكأنها أحست بي ، و في هذه اللحظة انهمرت دموعها على وجنتيها الحمراوين كما تنهمر السيول على الجبال الخضراء الشامخة. فمددت يدي مسرعا لأمسح هذه الدموع الغالية فالتقطت المنديل وأخذت أمسح دموعها بكل رقة وحنان ، وفجأة أظلمت بنا الدنيا . ************************* بدأت استرد وعيي رويدا رويدا فوجدت نفسي محاطا بالكثير من الأنابيب والأجهزة ووجدتني ممددا على سرير وأشعر بالعديد من الآلام ، يبدو أنني بمستشفى ما . ندى .... ندى ..... أنت فين؟..... سامحيني يا ندى هكذا نطق لساني بما يدور في قلبي قبل أن استطع حتى أن أفتح جفوني. وجدت الكثير من الأشخاص اللذين يرتدون الزى الأبيض يلتفون حول سريري ورأيت بعضهم يحمل ابتسامة على شفتيه وسمعت أحدهم يقول : حمد لله على السلامة يا أستاذ أحمد. كررت بصوتي الضعيف المنهك : أنت فين يا ندى ؟ وعاملة إيه؟ سامحيني يا حبيبتي أجابني أحدهم بأنها في غرفة مجاورة وأن حالتها مستقرة جدا. فقلت بنفس الصوت المنهك لكنه هذه المرة متحمس: عايز أشوفها فقال لي نفس الشخص والذي يبدو من هيئته انه كبير الأطباء: مش ممكن أنت حالتك مش مستقرة وهي ما ينفعش تيجي تشوفك ولا أنت ممكن تروح لها اصبر لما حالتك تتحسن شوية. فقلت بإصرار: لازم أشوفها لازم تعرف إني بحبها ومش ممكن هسيبها أبدا. فقال شخص أخر : هي أكيد عارفة أد إيه أنت بتحبها بس أنت لازم ترتاح دلوقت. حينها هممت بتقطيع بعض الأنابيب الداخلة إلى جسمي أو الخارجة منه، فأخذوا يهدئنني وأعطتني الممرضة حقنة ما حينما كان احدهم يقول : أنت لازم ترتاح عشان قلب ندى اللي إحنا نقلنا ليك محتاج فترة لحد ما جسمك يا خد عليه، ندى ماتت وأنت لازم تعيش أخذني النوم من نوبة بكاء شديدة وأنا أتحسس موضع قلبي الذي هو قلبها واضغط عليه بشدة وكأنني أحتضنها وأقول:ليه يا ندى ليه كنت قاسية أوي كده ؟ عشان قلت إني هبعد عنك تقومي تبعدي أنت عني وعن الدنيا كلها؟؟؟وحينما استيقظت كانت فترة طويلة قد مرت على غيابي عن الوعي قالوا أنني تصارعت كثيرا مع الموت حتى انتصرت عليه وظللت حيا لكنني أجبت بأن ندى هي من أصر على بقائي حيا برغم موتها وبرغم علمها بان الحياة لا قيمة لها عندي يدونها لكن حسبي من هذا كله أنني أحيا بقلبها وأشعر بها معي دائما فقد تركت لي الحياة بأكملها حتى لا أنساها أبدا كل ما أتمناه الآن أن تسامحني وأن الحق بها قريبا لأعتذر لها