الجمعة، يناير ٢٦، ٢٠٠٧

حلم مستحيل

أحيانا كثيرة اشعر بأنني وحدي اختنق وأن أحدا في هذا الكون لا يشعر بي أو يحس ما أعانيه من آلام وأحزان مهما كانت تافهة وضئيلة الحجم بالنسبة لما يعانيه آخرين غيري، وأنه لا يوجد شخص ما في أي مكان يهتم لأمري ويحاول معرفة أخباري . أريد أن اشعر بأنني كل شيء وأهم شيء في حياة شخص ما أيا يكن هو أو هي لابد أن أكون أنا كل حياته أو حياتها. قد يقول البعض بأنه لا بد لي من شخص أو عدة أشخاص يهتمون لأمري ، فأين والديَ وإخوتي وأقاربي؟ لابد أنهم يهتمون لأمري ويخافون عليَ ويحبونني حبا جما. سأرد بأني على سبيل المثال لا الحصر أشعر حقا أن والدي يهتم لأمري ويحبني ويغمرني بعطفه وحنانه ولكنني لست كل حياته ، فأنا جزء من حياته مهما كبر هذا الجزء أو صغر فأنا احد اهتماماته فهو بالتأكيد يهتم لأمر والدتي وأخوتي كما يهتم لأمري أضف إلى هذا انه يهتم جدا بعمله وأقاربه ، فأنا في وسط كل هذا جزء ولست الكل . قس كل من يخطر ببالك من أسرتي وأقاربي على هذا وستجدني جزء من حياة كلا منهم على اختلاف حجم هذا الجزء باختلافهم و كذلك أصدقائي ينطبق عليهم هذا القانون مهما بلغ مقدار حبهم ومودتهم لي . ما أريده هو شخص أكون أنا كل حياته ويكن هو كل حياتي بمعنى الكلمة . وحتى إن كان هذا حلما ولا يمكن تحقيقه واقعيا فأنا أريده حقا وأريده بشدة. وعلى أي حال هذا هو ما أشعر به وأحلم حقا بتحقيقه.

كلنا ديكتاتور

تعالت في الآونة الأخيرة الصيحات المنادية بالديموقراطية و الإصلاح والعدل والمساواة و غيرها من مبادئ الحكم السليم لأي دولة ؛ وكنت ومازلت مقتنعة جدا ومؤيدة لهؤلاء الذين بحت أصواتهم من المطالبة بهذه المطالب . وبرغم معرفة كل العرب والمصريين الجيدة أن التغيير لن يكون إلا في حالة واحدة (ربنا يقرب هذه الساعة-قولوا آمين ) إلا أننا لن نمل من المطالبة بهذا الحلم المفقود الأمل فيه طالما بقى الحال على ما هو عليه ، وربنا يستر و ميحصلش اللي كلنا متوقعينه لأحسن حلمنا عمره ما هيتحقق إلا بانقلاب أو ثورة جديدة –بس تكون ثورة شعبية مش ثورة جيش- لكن في لحظة ما وأثناء مناقشة ساخنة بيني ووالدي في احد الأمور تجلت لي هذه الحقيقة بوضوح شديد ، و هي أن بداخل كل منا ديكتاتور صغير ما إن يتمكن من أمر من الأمور إلا ويفرض سيطرته ويحاول بشتى الطرق توسيع نفوذه ليصل إلى أعلى مكانة متاحة له. ودليلا على كلامي فلينظر الأب في بيته إلى طريقته في التعامل مع أبنائه حتى لو كانوا كبارا بالغين عاقلين وحتى لو كانت قراراته بشأن أمور تخص حياتهم ومستقبلهم. أكاد اجزم بان 75% من الآباء يتعاملون مع أبنائهم بمنطق الوصاية المطلقة وأنهم هم فقط من حقهم اتخاذ القرار و أن الأبناء ليس لهم الحق حتى في مناقشة القرار و لو كانت هذه المناقشة لا تغير من الأمر في شيء ، ومما يزيدني غيظا أن هذه القرارات ولو بدت غير منطقية للأبناء تكون غير مسببة إلا بسب وحيد وهو أن هذه هي رغبة الوالد. ولنظر المدير لطريقة العمل في إدارته ، و الوزير في وزارته والطريقة التي يتعامل بها المسئول مع الموظفين الأقل منه في الدرجة الوظيفية سينطبق كلامي تماما في كل هذه الحالات وخاصة في إطار المنافسة بين الموظفين النشيطين ليحصل كل منهم على الدرجة الأعلى والسلطة الأعلى. نحن فعلا يا سادة مجتمعات طاعة وليس هناك مجال للديمقراطية في ظل هذه القواعد والأحكام والأعراف. أنا هنا لا أنادي أبدا بإعلان العصيان ورفض التقاليد و الأعراف التي تحتم علينا طاعة الوالدين و برهم حتى لو طلبوا منا الكفر بالله فلنرفض طلبهم ونعاملهم معاملة حسنة، لكني اطلب ممن يطالبون بالديمقراطية ودعاة التغيير أن يبدؤوا بأنفسهم ويحالوا تطبيق هذه الديمقراطية في بيوتهم ، فلنربي أطفالنا على هذه المبادئ والأفكار عمليا و ليس نظريا فقط وان نرسي قواعد الديمقراطية في نفوسهم منذ الصغر . اعلم أن هذه الطريقة ستكلفنا سنوات عديدة - هذا لو تم تطبيقها أصلا – فليكن ؛ لنعمل بالطريقتين معا لنطالب قدر ما نستطيع ولنربي أبنائنا على مبادئ الديمقراطية أيضا في هذه الحالة سيستطيع هؤلاء الأبناء التعامل مع التغيير بانسيابية وتقبل . فليحاول كل مسئول منا على قدر مسئوليته تطبيق الديمقراطية في نطاق هذه المسئولية وان يربي نفسه عليها سواء في عمله أو منزله على من هم اقل منه في المنصب أو الوظيفة ومع أبنائه في بيته ، حينها سندرك حقا انه من ضرورات الديمقراطية بل أهم ضرورات الديمقراطية على الإطلاق هو تقليص السلطات المتاحة ل أي مسئول وردع هذا المسئول بعقاب شديد ومناسب متى ثبت عليه بالدليل القاطع التلاعب بأي صورة من الصور واستغلال نفوذه وسلطاته بشكل خاطئ . فما المانع –مثلا- من مثول رئيس الجمهورية أمام القضاء للمحاكمة أثناء فترة رئاسته؟؟؟ أليس بشرا يخطئ ويصيب ؟! وقد لا يستطيع هذا الرئيس قهر الديكتاتور المتنامي بداخله بحسب سلطاته ، إذن لابد لنا من مساعدته على قهره بتحديد هذه السلطات وتحجيمها لكن هذا لن يحدث إلا إذا قهر كل منا ديكتاتوره الصغير بداخله وربى نفسه على مبادئ الشورى والديمقراطية و أدب الحوار ‼.

خدعوك فقالوا كلية عملية

بقالي خمس سنين بقول أكيد العملي السنة الجاية هيبقى أحسن و أكيد هتعلم في يوم من الأيام الطبيعي أو المفروض إن كلية الطب كلية عملية يعني اللي يدخلها يتخرج منها دكتور يعرف يشخص ويكتب علاج مناسب للحالة لكن الواقع وبما أننا في مصر مش في أي بلد تاني مفيش طبيب امتياز (ميزو ) بيعرف حاجة في أي حاجة وكذلك معظم النواب اللي المفروض متفوقين وده ببساطة لان كليات الطب في مصر أساسا ملهاش أهداف تلاقي كل دكتور يمسك رئيس قسم كل همه يغير جلدة الكتاب العتيق عشان يوهم الطلبة انه مختلف ويجبرهم إنهم يشتروه. و بعدين تيجي في ال3 سنين الأولى تلاقيهم يقولوا لك دي سنين تجميع العلم يعني هتاخد البيزك نولدج و يتضح بعد كدة إنهم زي الثانوية العامة بالظبط كل همهم انك تجاوب زي نموذج الإجابة عشان تجيب مجموع يعني م الآخر تصم الكتب اللي أنت أصلا مش عارف بتتكلم عن إيه وتدخل تدلقها في ورقة الإجابة بالنص زيك زي أي ريكوردر . نيجي بقى لسنين الكلنيكل اللي المفروض تتعلم فيها ازاي تبقى دكتور بجد المفروض السنين ال3 الأخيرة من الدراسة بتكون في المستشفيات الجامعية على أساس يعني إن الطلبة تعيش في الجو وتكون قريبة من الحالات اللي هيتعلموا عليها. اللي بيحصل من الآخر انك بتروح تاخد غيباك وتسمع كلمتين نظري _ده إن سمعتهم أصلا_ وأنت طبعا قاعد في قاعة محاضرات حقيرة ملهاش اى علاقة بالمستشفى و بعدين تروح زي الشطور عشان تذاكر كميات النظري المهولة التي تحكي لك بالتفصيل تاريخ الطب في العالم ولا علاقة لها على الإطلاق بالطب الحديث وطول السنة تفضل كده من الآخر لو اتخرجت من الكلية مبتعرفش الألف من كوز الدرة تبقى أنت أكيد أكيد أكيد في طب المنصورة