الجمعة، أغسطس ٢٩، ٢٠٠٨

خواطر

فكرة غريبة بس خدتني معاها شوية النهارده ..... كنت في الكليه وافتكرت فجأة ان دي خلاص آخر أيام في الكلية وكلها شهرين تلاتة وتبقى مش مكاني وأتخرج منها (ده المفروض ..طبعا محدش عارف ايه اللي هيحصل) وبغض النظر عن الإكتئاب بتاع قرب الإمتحانات وغموض المستقبل بعد التخرج وحاجات من كده يعني الفكرة اللي جت على بالي هي إزاي عدت كل السنين دي عليا في الكليه من غير ما أعيش فيها ولا قصة حب واحدة .... ةلا أقعد في مكان من الهاديين الطراوة اللي دياما بيكونا فيها اثنين اثنين... استغربت جدا وضحكت في نفسي وقلت هي دي مشكلة ؟؟؟ حسيت ساعتها اني كائن فضائي أو معنديش قلب؟!!! إزاي يعني تعدي عليا ست سنين كامله من غير ما احب أو اتحب أو حتى أعيش مأساة الحب من طرف واحد ...هو أنا كده أبقى طبيعية ؟؟ هو ده عادي؟؟ حسيت اني مش طبيعية وان اكيد في مشكلة لما افتكرت القصص والافلام العربي اللي كنت بشوفها وانا صغيرة (أقصد طبعا قبل ما أدخل الجامعة لأني لسة صغيرة لحد دلوقت) كانت كل الافلام دي بتصور الجامعة دايما بنفس الصورة أول قصة حب ،، رحلات ،، شلل،، وانشطة طلابية،،، وحاجات كتير كده منها اللي شوفته فعلا ومنها اللي ما شوفتوش ومش عاوزة اشوفه ، وده أكيد مش لأني دحيحة وبتاعة مذاكرة وواخدة الحكاية جد ومهتمه بالعلم الغزير اللي بناخده في الكلية .... انا مش كده خالص .. ما علينا نرجع للأفلام العربي كانت دايما اي حد فيها بيكون في الجامعة لازم يكون بيحب .. مفيش ولد أو بنت بيدخلوا الجامعة إلا ويقابل نصه التاني ويعيش قصة حب مكسرة الدنيا - ده طبعا بغض النظر عن ان دايما وفي الآخر في حد بيقلب التاني ويفلسع لأسباب غير معروفة- وبالرغم من اني مش مقتنعة اصلا بكلام الأفلام والمسلسلات العربي ده إلا اني اتضايقت وحسيت ان في مشكله بجد وقعدت مع نفسي نتكلم عشان نحلها وكان ده الحوار اللي دار بيننا. قلت: صحيح الحب مهم جدا للبني آدم مننا بس كمان مش هو كل حاجة .... وكمان هو معنى اني محبتش وانا في الجامعة يبقى خلاص مش هحب طول عمري ؟؟؟ لقيت نفسي بتجاوبني : ممكن.... كده وبكل بساطة خوفتني وقلقتني كنت فاكرة ان نفسي هتجاوبني إجابة تانية خالص كنت فاكرة هسمع لأ طبعا أكيد هحب وأتحب في يوم من الأيام مش لازم في الجامعه يعني .... ضيعت نفسي الأمل مني لما قالتلي : انت شوفتي ناس كتير في السنين اللي فاتت مفيش ولا واحد منهم لفت نظرك ولا حتى فكرتي انك تحبيه ولو في خيالك.... انت أصلا مدورتيش على الحب جاية دلوقت تستغربي انك محبتيش ؟؟؟ قلت لنفسي : أنا مقتنعة تماما ان الحب هو اللي هيدور عليا ويلاقيني انا مش المفروض عليا امشي ادور على الحب ده . قالت لي نفسي : ده انتي حتي ما فكرتيش في مواصفات البني آدم اللي هتحبيه. رديت عليها بنرفزة : وأفكر في حاجة زي دي ليه وأنا مؤمنة تماما ان الحب ملوش مواصفات ولا قواعد من الأساس ؟؟ ده حاجة كده بتيجي فجأة وبتروح بصعوبه... وتقريبا نفسي خافت من نرفزتي واتفقت معايا اني عندي حق وان مفيش مشكلة اني محبيتش طول السنين اللي فاتت واني لو مصادفتش البني آدم الي هحبه طول السنين دي أكيد هقابله في السنين الجاية - يعني هو هيروح فين ؟؟- واتفقنا كمان اني مش المفروض ادور على الحب زي ما كانت بتقول عشان لما يلاقيني ابقى سعيدة بيه مش تعبانة من التدوير عليه، كده احسن بكتير ولا ايه؟؟؟؟

لست نادمة...

لم اكن أتصور أبدا أن تكون هذه هي نتيجة نضالي وكفاحي لتحقيق حلمي وأملي في الحياة .. وتنفيذ ما أسميه مبادئي ومعتقداتي على أرض الواقع وليس فقط قراءتها وقولها كمجرد كلام بيني وبين زملائي . كنت دائما ما أتحدث عن الإستقلالية وأهميتها وكيف أنها تأتي فقط بمواجهة الحياة مواجهة حقيقية ورؤية الدنيا بعين الواقع عن طريق الإحتكاك بها مباشرة وليس من خلف أسوار وجدران تحجب الرؤية والتفاعل ... وكنت أرىأن هذا المكان الذي أحيا به والذي يراه الأخرون جنة ونعيم خارجها الجحيم الحقيقي ، دائما ما كنت أراه وأتخيله سجنا كبيرا يحطم كل آمالي وطموحاتي .... لم أكن أبدا راضية عن الحياة التي أحياها في حين كانوا يرونها الجنة التي لا ينقصها شيء وكانوا أيضا يحسدونني على ما أنا فيه فأنا اعمل أعمالا بسيطة وأجد طعامي وشرابي دون أن أرهق نفسي في البحث عنهم في حين يفنى غيري في سبيل إحضار هذا الطعام والشراب الذي لا أقدر قيمته ومدى المجهود المبذول للحصول عليه ....... كنت أرى هذا المكان قبرا لي وأرى الحياة في خروجي منه ومواجهة الحياة بنفسي ولم يكن أحدا ممن حولي يوافقني الرأي حتى من خرج منه لطبيعة عمله حاول إثنائي عن رغبتي بأن قص علي الأهوال التي واجهها في الخارج بالإضافة للكثيرين والكثيرين ممن إفتقدهم في حوادث مروعة محاولا اقناعي أن ما أحياه هو أكبر النعم على الإطلاق وأن مجرد التفكير في الخروج من هذا العالم إلى عالم آخر لاأعرف عنه سوى بعض القصص والأساطير هو الجنون والحمق بعينهما .... لكن ليس من السهل على أي منا أن يغير أفكاره ومعتقداته التي يؤمن بها بهذه البساطة .... لذلك لم أستمع لنصيحة أحد وقررت الخروج سرا ولم أكن أعلم إن كنت سأعود مرة أخرى أم لا ؟؟ وكنت أعلم ان الحياة في الخارج لن تكون هينه سهلة لكني كنت أؤمن بأنها مهما كنت صعوبتها وعسرها ستكون أسعد حالا وأقل ضجرا ومللا مما أحياه الآن .... تسللت ليلا لأنفذ قراري وغافلت حراس الطريق المؤدي إلى المخرج الوحيد الذي أعرفه لهذا الجحر الخانق معتمدة في ذلك أساسا على صغر حجمي كنملة من خادمات الملكة وقدرتي على التمويه ... ولا أكذبكم القول حين أقول ان شعوري بالمغامرة قد طغى على معاناتي الكبيرة في هذا الطريق وبالرغم من أن هذه الأهوال والمعاناة كادت تثنيني عن إكمال رحلتي إلا أن هذا الشعور وعزمي على الإكمال ساعداني على تخطي هذه المصاعب ، ولا استطيع أن أصف مقدار السعادة والنشوة التي شعرت بها حين وصلت لبوابة البداية ورأيت الشق الذي نتخذه مدخلا لجحرنا ورأيت نورا ساطعا ومبهرا قادما من الخارج ولشد ما كانت سعادتي حينما عبرت هذا المخرج إلى الحياة الخارجية ، كاد الضوء المبهر في الخارج أن يعميني لكنني اكملت طريقي وتابعت محاولاتي لتمييز الأشياء معتمدة في ذلك على قراءاتي الكثيرة عن العالم الخارجي أثناء وجودي في الجحر وأنا أكاد أرقص فرحا بما وصلت إليه . وجدتني اسير على أرض ملساء تماما تحولت إلى شيْ ما كتير جدا مستطيل الشكل عميق جدا وملمسه أكثر نعومه من الأرض أو الجدار الذي كنت أسير عليه من قبل وفي أحد جوانبه توجد بعض الأشياء المصنوعة من مادة مختلفة أعتقد أنها نوع من المعادن لكنها تلمع بلون أزرق جميل ...غندما رايت هذا اللون تذكرت السماء فنظرت لأعلى لأراها فلم أجدها زرقاء بل بيضاء تماما فتخيلت انها احد امرين ، أولهما ان ما كانوا يروونه لنا ويخبرونا به في الجحر غير صحيح لكني سرعان ما استنكرت هذا الإحتمال لأن قراءاتي كانت تؤكد أن السماء زرقاء . أما ثانيهما فهو أني موجودة في مكان مغلق لا يرى السماء وكان هذا الأقرب إلى عقلي . وبرغم حزني من عدم رؤيتي للسماء إلا أن هذا لم يؤثر كثيرا على متابعتي لما حولي والنظر بتمعن لما أراه من الأشياء ومتابعة الحركة حتى توصلت لبحيرة من الماء ...... نعم بحيرة ضخمة من الماء بالقرب من مجموعة من الحفر العميقة الضخمة أيضا ..... أخذت اتجول حول البحيرة والعب بمائها واتذوقه أحيانا في حذر وأخذت سعادتي تزيد حين وجدت شيئا ما لآكله فقد كنت قد بدأت أشعر بالجوع والتعب وفجأة ظهر المخلوق الضخم الذي طالما سمعت عن عداوته لنا نحن معشر النمل شعرت بالخطر والخوف وإبتعدت عن طريقه قدر الإمكان فهو طويل جدا يمشي كالجبل المتحرك علي رجلين فقط! ويصدر أصواتا غريبة ... يفوق النمل في الحجم آلاف بل ملايين المرات لماذا إذن يتخذنا عدوا له ؟؟!!!! أدركت أنه يجب علي الإختباء قليلا حتى يرحل من حيث اتى ثم أتابع بحثي ولعبي فأسرعت إلى أحد الجوانب في هذا المكان الأملس وسكنت دون حراك لم أكن اعلم في هذا الوقت انهم ادركوا اختفائي وأعلنوا حالة الطوارئ للبحث عني والتحقيق في امر إختفائي المفاجئ هذا .... وانهم قد قرروا عدم ارسال من يبحث عني خارج الجحر بعد طول بحث ومداولة بالإضافة إلى تشديد الحراسة على المدخل لئلا تتكرر المشكله وحتى يتمكنوا من القبض علي بمجرد عودتي إلى الجحر ..... لكن صديقي الجندي لم يستطع تنفيذ هذا الأمر وخرج متسللا هو الأخر لكن للبحث عني وإرجاعي دون أن يخبرني بأمر العقاب الذي ينتظرني .... انتظرت طويلا حتى يعود هذا الإنسان من حيث أتى لكنه ظل ومللت أنا إنتظار عودته فقررت التحرك والعودة الى متابعة ما قطعه دخول هذا المخلوق إلى المكان معتمدة في ذلك على صغر حجمي الشديد بالنسبة له معتبرة ذلك كافيا لئلا يراني ... فإتخذت طريقي ناحية البحيرة والحفر العميقة لأرى إن كنت أستطيع التوصل إلى اين تؤدي هذه الحفر وفجأة وجدت الضوء يخفت وسمعت صوتا غريبا يصدر من الإنسان يقول : تعالي هنا يا حلوة هتروحي مني فين . نظرت فوقي لأجد ظلا كبيرا وكأنه إصبعا باللون اللأسود أو لون الطين يقترب مني بسرعة فحاولت الإبتعاد عنه والإختباء لكن محاولاتي باءت بالفشل وسقط هذا الشيء علي ليسحقني سحقا ثم يبتعد وهو يضحك في نشوة عجيبة.. وفي ظل هذة الإصاية لم أستطع التحرك من مكاني وفقدت وعيي على ما عتقد حيث أني افقت لأجدني راقدة فوق احد السرة بمشفانا وحولي بعض الأصدقاء علمت منهم بعد السلامات والتمنيات بالشفاء العاجل أن صديقي الجندي وجدني ملقاه ومصابه إصابات بالغة فحملني معه إلى الجحر لتوفير الرعاية الطبية اللازمة وقال لي صديقي انه حمد الله على انه وجدني في الوقت المناسب كما قال الطبيب المختص وإستطاعوا تضميد جروحي وتجبير الكسور الكثيرة في جسمي جراء الإصابة كما اخبرني أيضا بأن الملكة عندما رأت حالتي قررت العفو عني وعدم معاقبتي معتبرة ان ما حدث لي هو العقاب المناسب . وبالرغم من أني أكتب الآن من فراش المرض إلا أني لست نادمة على مافعلت ولو خيرت على العودة لعدت .....