الأحد، سبتمبر ٢٨، ٢٠٠٨

زمان ودلوقت

ليه دايما زمان أحلى من دلوقتي؟ وليه كل ما نفتكر زمان تطل بسمة حسرة من شفايفنا ونقول الله يرحم أيام زمان .... ونتحسر على حالنا دلوقت وأيامنا السودة اللي عايشبنها واللي لسه هنعيشها ونتمنى من كل قلوبنا إن زمان يرجع تاني .... لكن فجأة بنصحى من أحلامنا وأمانينا على أغنية الست .. عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان إرجع يازمان.... والزمان عنيد قوي وعمره ما بيرجع لورا أبدا ... إحنا بس اللي بنرجع لورا !!! مش أحسن لنا بدل ما نزعل ونتحسر على أيام زمان ونضيع الحاضر على الماضي نحاول اننا نخلي الحاضر أحسن ونعيشه بسعادة أو حتى نحاول نلاقي السعادة مش لازم نعيشها كفاية اننا ندور عليها . أهو نبقى عملنا حاجة في حياتنا بدل ما إحنا ملناش لزمة في الحياة كده .. يمكن صحيح أيام زمان كان فيها بركة وخير عن دلوقتي بس برده أكيد لو دورنا كويس هنلاقي حاجات حلوة دلوقتي مكنتش موجوده زمان ويمكن أحلى من أيام زمان بكتيييير كمان ...... مش لازم نحبس نفسنا في أيام زمان ونحاول نرجع اللي راح بالعكس اللي راح راح وخلصت الحكاية إحنا لازم نركز بقى شوية في الحاضر يمكن يكون لنا مستقبل في يزم من الأيام .. فجأة لقيتني بألقي المحاضرة دي على مجموعة من أصحابي وزملائي في الدراسة التي اوشكت أخيرا على الإنتهاء وكان مناسبة الحديث اننا بنفتكر أيام ما كنا في ثانوي وقد ايه كنا شطار في المدرسة وكانوا بيقولوا علينا عباقرة وقد ايه كانوا اهالينا فخورين بينا وسعدا بالتفوق اللي احنا فيه .... وطبعا كان رد فعلنا الطبيعي بعد ما افتكرنا الكلام ده هو الحسرة على حالنا دلوقت وإحنا في البكالريوس وملناش أي مستقبل ولا حتى عارفين إحنا ليه دخلناها ! وكان السؤال الأهم إحنا ليه وصلنا لكده بعد ما كنا نموذج محترم للنشاط والتفوق وكل الحاجات الحلوة بتاعة زمان دي ؟؟؟ كل واحد فينا كان عنده إجابة وأنا بصراحة كنت شايفة ان كل الإجابات دي صح مثلا واحد قال اننا كان هدفنا هو دخول الكليه وبس ومكنش مهم عندنا ايه الي يحصل بعد كده بمعنى تاني اننا طول ما كان عندنا هدف كنا شغاليين كويس وبمجرد ما وصلنا للهدف ده بطلنا شغل ..... و بيكمل الرأي ده حد قال اننا لو سألنا أي حد فينا إيه هدفه من الكليه دي غالبا مش هيعرف يرد أو هتكون إجابته إني أخلص على خير وآخد شهادتي...... حد تاني قال أن نظام التعليم في الكليه هو اللي فيه مشكلة وبالرغم من ان دراستنا طول السنين اللي فاتت مرتبطة ببعضها إلا اننا بنخرج من السنة منعرفش إحنا خدنا فيها إيه وحتى لو عرفنا بيبقى اللي نعرفه أقل بكتيير من المفروض وده طبعا عشان نظام الإمتحانات والتدريس الفاشل .. يعني هي كلية الطب دونا عن التعليم في مصر كله من أوله لأخره هتكون عدلة أصلا يعني مفيش تعليم في مصر..... حد تالت قال أنا عن نفسي عارف أنا دخلت الكليه دي بالذات ليه وإزاي ومقدرش أوصف نذرات الإنبهار والإحترام على شوية استغراب برده اللي بصينا بيها نحيته و كان لينا كلنا تقريبا سؤال واحد لزميلنا ده ، امال ازاي وصلت معانا للي إحنا فيه ده ؟؟؟؟ بص في عين كل واحد فينا شوية وهو ساكت وبعدين قال بكل هدوء : أنا دخلت الكليه دي عشان أبويه عاوز كده أما انا مكنتش عاوز أدخلها ولا حتى كان في دماغي أي كليه غيرها ... هو كان نفسه يشوفني دكتور وأديني أهو بحقق أمنيته بس ماتفرقش معايا إن كنت دكتور شاطر ولا لأ المهم أنجح في الكليه وأبقى دكتور وهو كل ما يسألني عن تقدير وكلام كده أقوله أنا مش عاوز أذاكر وأجيب تقدير حضرتك لو مضيقاك الحكاية دي ممكن تذاكر إنت وتتدخل الإمتحانات بدالي ... طبعا معظمنا كان داخل الكليه دي بناء على رغبة أهله في كده ودي الغلطة اللي بيعملوها الأهالي مع ولادهم بيكبروهم من غير ما يكبروا جواهم رغباتهم ، لأ ... كل أب بيفرض رغبته على إبنه أو بنته والمطلوب من الإبن إنه يكون نسخة مصغرة من الأب وبمجرد ما يوصل الولد لمرحلة الثانوية العامية يحس بالضياع والتوهان ويبقى مش عارف هو عاوز إيه لأ و كمان مش عارف يعرف إزاي إيه اللي يناسبه واللي ممكن يبدع فيه بجد ويحس فيه إنه انسان مختلف ومتميز و بالتالي بينفذ رغبة الحاج أو الحاجة ويفضل إنه يكون إبن مطيع ويعمل اللي يقولوا عليه وخرجنا من كلامنا إننا كل آرائنا تقريبا صح بس مش المفروض نسأل نفسنا دلوقت إحنا دخلنا الكلية ليه لكن السؤال الأهم ، إحنا عاوزين نعمل ايه بعد التخرج ؟؟ وهنتصرف إزاي في المستقبل ومشينا وعلى وش كل واحد مننا ابتسامة حزينة ودماغه بتسأل ميت سؤال يمكن يعرف يجاوب على السؤال اللي كان صعب علينا كلنا ومحدش عرف يجاوبه .....

ليست هناك تعليقات: