الثلاثاء، مارس ٠٦، ٢٠٠٧

احبك بكل كياني

خطرت ببالي الآن مشاعر الأم عندما ترى أولادها يخططون ويدبرون من مصروفاتهم كي يستطيعوا شراء هدية عيد الأم حتى ولو كانت هدية في منتهى البساطة و التواضع، فهي فقط تفرح لاهتمامهم بها وحرصهم على تقديم هدية لها في عيدها . الأم التي دائما ما تضحي براحتها وصحتها ونفسها من اجل هؤلاء الأولاد فقط عندما تراهم مهتمين بالتعبير عن حبهم لها ، تجتاحها الفرحة وتغمرها السعادة. وأرى أن ابسط ما نستطيع تقديمه لأمهاتنا هو إسعادهم ولو بكارت بسيط فقط لابد أن يكون من القلب ليصل إلى القلب. وعلى الرغم من أني مازلت ابنة إلا أنني أستطيع أن اجزم بأنني شعرت بهذه الفرحة والسعادة العارمة عندما جاءني أخي الذي يصغرني بأكثر من عشر سنوات ليسألني ما إن كنت احتاج إلى أي شيء ليشتريه لي هدية في عيد ميلادي الذي يأتي بعد عيد الأم بأيام قليلة( كان الله في عون أولادي باعتبار ما سيكون إن شاء الله ). وددت حينها أن احتضنه وأبكي أبكي من الفرحة ...... لكنني لم افعل ذلك للأسف. لكني بعدها مباشرة أخذت أفكر في كيفية إسعاد والدتي حبيبتي مليكتي، قد تكون هذه المقالة هي هديتي لها في عيد الأم لكني أراها قليلة جدا وان اقل ما يجب علي تقديمه لها هو ان اجعل كل أيامها أعياد ((أعانني الله على طاعتها وبرها هي ووالدي حفظهما لي الله من كل شر)). ووجدت أن الطريق الأمثل لتنفيذ هذا القرار هي ......... لا ادري فأي شيء أقدمه لها قليل جدا بالنسبة لما تقدمه هي لي _والذي يطول الحديث في شرحه_ وهي لا تنتظر مني أي شكر أو مقابل فقط الاحترام الواجب. أي قانون هذا الذي يجعل الأم تضحي بكل شيء في مقابل لا شيء؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! الآن والآن فقط أدرك جيدا لماذا وضعت الجنة تحت أقدام الأمهات الآن والآن فقط اندم على كل لحظة مرت من عمري لم أقدمها لها .... اندم على كل لحظة من عمري مرت وهي غاضبة مني ........ اندم على كل كلمة غير لائقة نطقها لساني في وجهها...... اندم على كل فعل غير مهذب اقترفته في حقها..... أمي الحبيبة أعلم مدى حبك لي وحرصك على مصلحتي واهتمامك لأمري وتضحيتك من اجلي وإخوتي وأبي ... وأريدك أن تسامحيني على كل ما مضى من حماقات اقترفتها في حقك وأعلم انك ستفعلين. وأطلب من الله العلي القدير أن يعينني على رد جزء ولو بسيط مما قدمت من اجلي... وان يعينني على إسعادك وبرك ما دمت أحيا .. وتقبلي كل حبي واحترامي وتقديري وإخلاصي . أحبك أمي أحبك بكل كياني. فلنجعل أمهاتنا سعداء فلنتذكرهم في هذا اليوم وكل يوم فقط كلمة بسيطة قد تجعلهن اسعد خلق الله، فقط مكالمة تليفونية أو زيارة وسؤال يعيد إليهن الحياة التي أعطونا إياها . فلنسعد أمهاتنا ليسعدنا أبناؤنا.

ليست هناك تعليقات: