الأربعاء، مارس ١٤، ٢٠٠٧

مصر واحنا

شباب مصر الهمم العالية والعزيمة والإرادة والإيمان القوي شباب مصر اللي لو اتحط في تحدي تلاقيه على طول واقف بكل قوة ويعمل كل اللي يقدر عليه عشان ينتصر. تفتكروا إحنا كده فعلا؟؟؟!!!! ولا بس كل همنا المغني الفلاني نزل السي دي الجديد بتاعه ولا لأ؟ والنيو لوك بتاع المغنية أو بعنى أدق الراقصة الفلانية عامل ازاي؟ وكانت لبسه أو مش لبسة إيه في الكليب الأخير. وإيه آخر موبايل جديد نزل السوق وأجدد لعبة بلاي ستيشن نجيبها منين؟ إحنا شباب مصر الغالي إلى أي حال وصلنا و إلى إي مكانة صرنا؟؟!! لا أنكر أبدا أن كلامي هذا لا ينطبق على كل الشباب بل هناك نماذج كثيرة لشباب ناجح محترم ، يحترم نفسه وبلده ويعمل بجد واجتهاد يبدع ويبتكر ويفكر للوصول للأحسن ويعمل في سبيل الله لتحقيق نهضة الأمة. لكن أثارني جدا ما قرأت وما سمعت عنه مؤخرا إن شاب مصريا قد ذهب للإسرائيليين وطلب منهم تجنيده واستخدامه كجاسوس ضد مصر!!!!!! كم بالمائة يمثل هذا الشاب من مجموع شباب مصر ؟؟؟ كم منهم عنده هذا الاستعداد لبيع وطنه؟؟؟!!!! لن أخوض هنا في فضل الوطن وحبه الذي يسري في عروقنا بالفطرة كحب الله ولا حتى عن الخيانة وبشاعتها أنا فقط سأدقق النظر للشباب المصري (إحنا يعني) هذا الشباب الذي تعودنا أن نلقي على عاتقه مسئولية اللامسئولية والاستهتار الذي يعتنقها معظمه. نسي الكبار أنهم هم من ربوا هذا الشباب وان ما آل إليه حال الشباب تقع مسئوليته العظمى على الجذور وليس الثمار. نسوا أنهم هم قد نسوا تربية أبنائهم في ظل بحثهم الدائم عن المادة اعتقادا منهم أن المادة ستوفر لأبنائهم الحياة الكريمة والمدارس الخاصة والكليات الغير حكومية وهناك سيجد الأبناء التربية اللازمة في حين أن هذه المدارس والجامعات تعتمد أيضا أن هؤلاء الأبناء قد تلقوا التربية اللازمة في بيوتهم وينطبق الأمر أيضا على التعليم الحكومي لكن الفرق أن التعليم الحكومي لا يكترث أصلا إلى التربية وأهميتها. ماذا تريد من شاب تلقى تعليم أسوأ ما يكون على سطح الكرة الأرضية، تخرج في كلية لم يرد أبدا الالتحاق بها وحتى حين تخرج فيها وحاول أن يجد عملا في مجال تخصصه لم ليجد لا تخصصه ولا غير تخصصه، شاب كله طاقة وأمل يحاول أن يخلق لنفسه الفرص فلا يجد غير الأبواب المغلقة وكل الظروف تتكالب عليه من بطالة وغلاء وفقر ومرض وذل وإهانة. هل نتوقع من هذا الشاب أن يكون وطنيا محب لمصر أم أن يكون لاعنا لليوم الذي ولد فيه مصريا ؟!!!! هل نتوقع منه العمل من اجل هذا البلد أو عدم العمل على الإطلاق إن لم يكن سيعمل ضده؟!!!!! ماذا نريد من شباب اتحنا له كل فرص السلبية والذل والمهانة والانكسار؟؟؟؟؟؟ ليس هذا الواقع المثير للاشمئزاز سببا أو شماعة للخيانة أو التخلي عن الوطن في محنه الكثيرة الذي يواجهها لكنه عامل مساعد ساهم في إفراز مثل هذا الشاب الخاوي من كل شيء .

ليست هناك تعليقات: